فصل: تفسير الآية رقم (114):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (113):

{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)}
{تَرْكَنُواْ} تميلوا، أو تدنوا، أو ترضوا أعمالهم، أو تداهنوهم في القول فتوافقوهم سراً ولا تنكروا عليهم علانية.

.تفسير الآية رقم (114):

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}
{طَرَفَىِ النَّهَارِ} الأول الصبح اتفاقاً والثاني الظهر والعصر، أو العصر وحدها، أو المغرب (ع). {وَزُلَفاً} جمع زلفة والزلفة المنزلة أي ومنازل من الليل أي ساعات، ومزدلفة لأنها منزل بعد عرفة، أو لازدلاف آدم عليه الصلاة والسلام من عرفة إلى حواء وهي بها. وأراد عشاء الآخرة، أو المغرب والعشاء {الْحَسَنَاتِ} الصلوات الخمس (ع)، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهن الباقيات الصالحات، أو الحسنات المقبولة تذهب السيئات المغفورة، أو ثواب الطاعة يذهب عقاب المعصية. {ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} توبة للتائبين، أو بيان للمتعظين.

.تفسير الآية رقم (116):

{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)}
{أُتْرِفُواْ} انظروا (ع) {بَقِيَّةٍ} طاعة، أو تمييز، أو حظ من الله تعالى {الْفَسَادِ} الكفر أو الظلم.

.تفسير الآية رقم (118):

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)}
{أُمَّةً وَاحِدَةً} على الإسلام، أو على دين واحد من ضلالة أو هدى، {مُخْتَلِفِينَ} في الأديان.

.تفسير الآية رقم (119):

{إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)}
{إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} من أهل الحق، أو في الحق والباطل إلا من رحم بالطاعة، أو في الرزق غني وفقير إلا من رحم بالقناعة، أو في السعادة والشقاوة إلا من رحم بالتوفيق، أو في المغفرة إلاَّ من رحم بالجنة، أو يخلف بعضهم بعضاً يأتي قوم بعد قوم، خلفوا واختلفوا كقتلوا واقتتلوا. {وَلِذَلِكَ} للاختلاف، أو للرحمة، أو للشقاوة والسعادة (ع)، أو للجنة والنار.

.تفسير الآية رقم (120):

{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)}
{فِى هَذِهِ} السورة (ع)، أو في الدنيا، أو الأنباء، {الْحَقُّ} صدق الأنباء إذا كانت الإشارة للسورة، أو النبوة إذا كانت الإشارة للدنيا.

.سورة يوسف:

.تفسير الآية رقم (1):

{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
{تِلْكَ ءَايَاتُ} هذه السورة، أو السورة التي قبلها، أو إشارة إلى ما افتتح به السورة من الحروف، علامات {الْكِتَابِ} العربي {الْمُبِينِ} حلاله وحرامه، أو هداه ورشده، أو المبين للأحرف الساقطة من ألسنة الأعاجم وهي ستة قاله معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه.

.تفسير الآية رقم (2):

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}
{أَنزَلْنَاهُ} خبر يوسف عليه الصلاة والسلام، أو الكتاب عند الجمهور.

.تفسير الآية رقم (3):

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
{نَقُصُّ} نبين والقاص الذي يأتي بالقصة على حقيقتها.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)}
{رَأَيْتُ} رأى أبويه وإخوته ساجدين له فعبّر عنهم بالشمس والقمر والكواكب فالشمس أبوه والقمر أمه راحيل (ع) أو رأى الكواكب والشمس والقمر فتأولهم بإخوته والقمر بأُمه والشمس بأبيه عند الأكثرين، أو الشمس أمه والقمر أبوه لتأنيثها وتذكير القمر، {رَأَيْتُهُمْ} تأكيد {رَأَيْتُ} الأول لبعد ما بينهما، أو رؤيته الأولى لهم والثانية لسجودهم، {سَاجِدِينَ} كسجود الصلاة إعظاماً لا عبادة، أو عبّر عن الخضوع بالسجود. وكانت رؤياه ليلة القدر في ليلة الجمعة، فلما قصّها على يعقوب خاف عليه حسد إخوته، فقال: هذه رؤيا ليل فلا تعمل عليها، فلما خلا به قال: {لاَ تَقْصُصْ رُءْيَاكَ} [يوسف: 5]، وقيل كان عمره عند الرؤيا سبع عشرة سنة. ويوسف أعجمي عبراني، أو عربي من الأسف لأنه حزن وأحزن.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)}
{يَجْتَبِيكَ} بالنبوة، أو بحسن الخَلْق والخُلُق، أو بترك الانتقام. {تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} عواقب الأمور، أو عبارة الرؤيا، أو العلم والحكمة. {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} بالنبوة، أو بإعلاء كلمتك وتحقيق رؤياك {وَعَلَى ءَالِ يَعْقُوبَ} بأن يجعل فيهم البنوة {كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ} نعمته على إبراهيم بالنجاة من النار وعلى إسحاق بالنجاة من الذبح.

.تفسير الآية رقم (7):

{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}
{ءَايَاتٌ} عبر، أو زواجر بما ظهر في يوسف من عواقب البغي عليه، أو بصدق رؤياه وصحة تأويله، أو بقهره شهوته حتى سلم من المعصية، أو بحدوث الفرج بعد شدة الإياس، قال ابن عطاء: ما سمع سورة يوسف محزون إلا استروح إليها.

.تفسير الآية رقم (8):

{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)}
{لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ} كانا أخوين للأبوين ثم ماتت أُمهما فكفلهما أبوهما وزاد لذلك في مراعاتهما فحسدوهما وكان عطفه على يوسف أكثر فلذلك كان حسده أكثر ثم اشتد بسبب رؤياه. {عُصْبَةٌ} العصبة، الجماعة أو ستة أو سبعة، أو من عشرة إلى خمسة عشر، أو إلى أربعين. {ضَلالٍ مُّبِينٍ} محبة ظاهرة، أو خطأ في رأيه، أون جور في فعله لتفضيله الصغير على الكبير والقليل على الكثير ومن لا يراعي ماله على من يراعيه وكانوا حينئذ بالغين مؤمنين ليسوا بأنبياء لقولهم: {استغفر لَنَا ذُنُوبَنَآ} [يوسف: 97] إلى {خَاطِئِينَ} [يوسف: 97] أو لم يبلغوا لقولهم: {وَيَلْعَبْ} [يوسف: 12].

.تفسير الآية رقم (9):

{اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)}
{أَرْضاً} لتأكله السباع، أو ليبعد عن أبيه، {صَالِحِينَ} بالتوبة، أو في دنياكم دون الدين.

.تفسير الآية رقم (10):

{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)}
{قَآئِلٌ} شمعون، أو يهوذا، أو أكبرهم روبيل بن خالة يوسف {غَيَابَتِ الْجُبِّ} قعره، أو ظلمته التي تغيب عن الأبصار. سمي غيابة لأنه يغيب فيه أثره، أو خبره، وكان رأسه ضيقاً وأسفله واسعاً. والجب بئر في بيت المقدس، أو بئر غير معينة، أو الجب ما عظم من الآبار سواء كان فيه ماء أو لم يكن، أو ما لا طي له لأنها قطعت ولم يحدث فيها غير القطع قاله الزجاج. {يَلْتَقِطْهُ} يأخذه من اللقطة. {السَّيَّارَةِ} المسافرون لسيرهم، أو مارة الطريق.

.تفسير الآية رقم (12):

{أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
{نَرتعْ} نلهو ونلعب، أو نسعى وننشط، أو نتحافظ ويلهو، أو يرعى ويتصرف، أو نطعم ونتنعم من الرتعة وهي سعة المطعم والمشرب. ولم ينكر أبوهم اللعب لأنهم أرادوا المباح منه.

.تفسير الآية رقم (13):

{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
{وَأَخَافُ} خافهم عليه فكنى عنهم بالذئب (ع)، أو خاف الذئب لغلبته في الصحارى.

.تفسير الآية رقم (15):

{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
{وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ} ألهمناه، أو نَبَّأه في الجب {لَتُنَبِّئَنَّهُم} لتوبخنهم بفعلهم، بشره بخلاصه من الجب، أو أخبره بما صنعون به قبل إلقائهم أياه في الجب إنذاراً له. {لا يَشْعُرُونَ} بأنك أخوهم، أو بأن الله تعالى أوحى إليه بالنبوة (ع).

.تفسير الآية رقم (17):

{قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
{نَسْتَبِقُ} على الأقدام أو بالنضال، أو في اقتناص الصيد، أو في عملهم الذي تشاغلوا به من الرعي والاحتطاب. {صَادِقِينَ} وإن صَدَقْنا أو إن كنا أهل صدق لما صدقتنا.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
{بِدَمٍ} سخلة، أو ظبية، فلما رأى القميص غير مشقوق قال: يا بني والله ما عهدت الذئب حليماً أفأكل ابني وأبقى على قميصه {كَذِبٍ} وصفه بالمصدر، وكان في القميص ثلاث آيات: حين جاءوا عليه بالدم، وحين قُد، وحين أُلقي على وجه أبيه. {سَوَّلَتْ} زينت، أو أمرت (ع)، قاله عن وحي، أو عن علم تقدم له به، أو عن حدس وفراسة {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} ومن الجميل أن أصبر، أو أمر نفسه بصبر جميل لا جزع فيه، أو لا شكوى فيه، وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم عنه فقال: «صبر لا شكوى فيه، من بث فلم يصبر» {الْمُسْتَعَانُ} على الصبر الجميل، أو على احتمال ما تصفون أو تكذبون ابتُلي يعقوب في كبره ويوسف في صغره.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)}
{فَأَدْلَىَ دَلْوَهُ} أرسلها ليملأها، ودلاها أخرجها ملأى فلما أرسلها تعلق بها يوسف {بشراي} بشرهم بذلك، أو نادى رجلاً اسمه {يَا بُشْرَى} يعلمه بالغلام، وألقي فيه وهو ابن سبع عشرة سنة، أو ست سنين. وأخرجته السيارة بعد ثلاثة أيام {وَأَسَرُّوهُ} كان أخوته بقرب الجب فلما أخرج قالوا: هذا عبدنا أوثقناه فباعوه وأسروا بيعه بثمن جعلوه بضاعة لهم (ع)، أو أسرَّ ابتياعه الذي وردوا الجب من أهل الرفقة لئلا يشركوهم وتواصوا أنها بضاعة استبضعناها من أهل الماء، أو أسر مشتروه بيعه من الملك لئلا يعلم أصحابهم وذكروا أنه بضاعة.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
{وَشَرَوْهُ} باعه إخواته من السيارة (ع)، أو السيارة من الملك. {بَخْسٍ} حرام لأنه ثمن حر (ع)، أو ظلم، أو قليل {مَعْدُودَةٍ} عشرين أقتسمها العشرة كل واحد درهمين (ع)، أو اثنين وعشرين اقتسمها الأحد عشر لكل واحد درهمين، أو أربعين درهماً: قال السدي: اشتروا بها خفافاً ونعالاً {مَعْدُودَةٍ} غير موزونة لزهدهم فيه، أو كانوا لا يزنون أقل من أوقية وهي أربعون وكان ثمنه أقل منها. {وَكَانُواْ فِيهِ} إخوته زهدوا فيه لما صنعوا به، أو السيارة لأنهم باعوه بما باعوا لعلمهم حريته، أو ظنوه عبداً فخافوا أن يظهر عليهم مالكه فيأخذه، قال عكرمة أُعتق يوسف لما بيع.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}
{الَّذِى اشْتَرَاهُ} العزيز ملك مصر (أطيفر بن روجيب). وامرأته (راعيل)، أو اسمه (قطفير) وكان على خزائن مصر، والملك حينئذ (الوليد بن الرياني) من العماليق (ع)، وباعه مالك بن دعر بعشرين ديناراً وزاده الملك بَغْلَة ونعلين {أَكْرِمِى} أجملي منزله، أو أحلي منزلته بطيب الطعام ولين المرقد واللباس. {يَنفَعَنَآ} بالربح في ثمنه، أو نعتقه ونتبناه. قال ابن مسعود: أحسن الناس فراسة ثلاثة: العزيز وابنة شعيب وأبو بكر رضي الله تعالى عنه في استخلافه عمر رضي الله تعالى عنه {مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى الأَرْضِ} بإخراجه من الجب، أو باستخلاف الملك له {عَلَى أَمْرِهِ} أمر الله تعالى فيما أراده فيقول له كن فيكون، أو أمر يوسف حتى يبلغ في مراده.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
{أَشُدَّهُ} أشد يوسف عشرون سنة، أو ثلاثون سنة، والأشد قوة الشباب وهو الحلم، أو ثماني عشرة سنة (ع)، أو خمس وعشرون أو ثلاثون، أو ثلاث وثلاثون، وآخر الأشد أربعون، أو ستون {حُكْماً} على الناس، أو عقلاً، أو حكمة في أفعاله، أو القرآن، أو النبوة {وَعِلْماً} فقهاً، أو نبوة {الْمُحْسِنِينَ} المطيعين، أو المهتدين (ع).

.تفسير الآية رقم (23):

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}
{الَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا} (راعيل) امرأة العزيز (أطفير) أو زليخة وكان العزيز لا يأتي النساء. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: اقتسم يوسف وحواء الحسن نصفين. {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} بكثرة الأغلاق، أو بشدة الاستيثاق {هَيْتَ لَكَ} هلم لك {هِئتُ لك} تهيأت لك، و(هيت) قبطية (ع)، أو سريانية، أو عربية. {إِنَّهُ رَبَّى} الله {أَحْسَنَ مَثْوَاىَ}، فلا أعصيه، أو العزيز أو أطفير ربي سيدي أحسن مثواي فلا أخونه.